لا أدري ماذا اكتب و من أين أبدأ؟ تختلط لدي مشاعر الحزن و الأسى لما يدور في اليمن مع أفكاري و خواطري التي اريد تدوينها... سابدأ من نقطة البدايه لأحداث اليمن و التي تحولت إلى ثوره. بدأ الصراع في اليمن يتجلى مع إقتراب الإنتخابات البرلمانيه التي كانت مقرره ان تجرى في ابريل 2011 و لكن توالي الاحداث في الوطن العربي عقب ثورة بوعزيزي ضد الظلم الذي اشعل الثوره في تونس ومن ثم اندلاعها في مصر لتهز عروش الطغاه و تستأصل رموز الفساد هي ما غيرت وجه العالم العربي الذي كان صامتا على الظلم و الفساد لقرون طويله لتهب رياح التغيير وتنبعث روح الثوره الى سائر الدول العربيه ليبيا ,اليمن, البحرين ثم سوريا.
نعم لقد بدأت الثوره اليمنيه منذ ثلاثة اشهر ، اي عقب الثوره التونسيه و إنطلاق الثوره في مصر . بدات في اليمن اولا كأحتجاجات في 3 فبراير 2011 وفي جمعة 11 فبراير التي اسقط فيها حسني مبارك زعيم الأمه العربيه في حدث اذهل العالم ، خرج شباب تعز و صنعاء و عدن يطالبون بالتغيير و يدينون الفساد ويتطلعون للحريه و الديمقراطيه و النهوظ باليمن و بناءه في كافة المجالات ليواكب القرن الواحد والعشرين.
الثوره اليمنيه لم تسلك المسار الثوري في يوم و ليله فقد بدأت بإعتصامات و مظاهرات عشوائيه باعداد بسيطه في ارجاء البلاد تطالب بإسقاط النظام و رحيل الرئيس علي عبدالله صالح .المظاهرات في اليمن ليست بالشيء الجديد على الشعب اليمني بل كانت بمثابة عاده تعود عليها. حاول النظام يائسا ان ينقذ نفسه بتقديم العديد من المبادرات والتي لم تقبل ، ليس فقط لأنها لا تلبي مطالب الشعب، بل لأنها كانت ردة فعل لتهدأت الاوضاع و لم توجد حلولاً جذرية وحقيقية .ثم كانت نقطة التحول الحقيقيه التي ادت الى خروج الملايين الى الشوارع و استقالت الكثير من الحزب الحاكم هي سقوط اوائل الشهداء في عدن بتاريخ 16 فبراير 2011 و الضربات المتتالية في إب فالحديدة و عدن ، ثم ضربة صنعاء الدامية في 18 مارس 2011 و التي اودت بحياة مايزيد عن خمسين شهيدا و إصابة مئات الجرحى فكانت هذه هي نقطة الفيصل و اللا رجوع بين الشعب و النظام , فتحولت الهتافات التي كانت تطالب بالتغيير ثم بإسقاط النظام و الرحيل الي هتافات تطالب بالمحاكمه.
حتى يلين الصعب - اجمل اغاني الثورة مع اجمل مشاهد الثورة
النظام الحالي المتمثل في الرئيس علي عبد الله صالح أفشل أي فرصة لأن نثق به ، أو نصبر عليه ليستمر يوما يحكم اليمن ، فقد فشل في إدارته لليمن عبر ثلاثه و ثلاثون سنه بالنهوض به سياسيا و اقتصاديا و إجتماعيا و صحيا و تعليميا...الخ بل كان يسخراليمن لصالح عائلته و المقربين منه ، و أوصل البلاد إلى ادنى مستوى في كافة و المجالات والإحصائات و أدار اليمن بقبضه من حديد وببث الخوف والفتنة والتملك الشخصي لثروات البلاد وسلب المعونات الخارجيه. طالما انتتظر الشعب طويلا ان يسمع قراره بحقن الدماء و ما أسماه "بالخروج المشرف" و التنحي كزين العابدين بن علي أو حسني مبارك و لكن هيهات ... أثر أن يكون كالقذافي يقذف و يسفك دماء شعب اليمن الحر الأبي.
كل جمعه تشهد اليمن إحتشادات في ميادين التغيير و التحرير وفي أنحاء اليمن و شو ارعها و من أهمها الحشود التي تسبق صلاة الجمعه في شارع الستين حيث يندد خطيب الجمعه بالرئيس و النظام و بالقمع و القتل و يستغيث بالمجتمع الدولي المتفرج صامتا. و يتجمع ايضا بعض المؤيدين لصالح الذي دفعت لهم الأموال وصرفت من خزائن الدوله و صفت لتمويلهم و جلبهم. و يهل علي عبد الله صالح كل جمعه ببدله و كرافته جديده و لكن بنفس نبرة التهديد و الوعيد و التهويل و التحذير من مخاطر الإرهاب و القاعده التي يستخدمها الرئيس صالح كفزاعه للغرب و خطر ألإنقسامات التي أثبتت الثوره عدم صحتها فلم يلتحم الشعب اليمني او يذوق معنى الوحده الحقيقيه الا في هذه الأيام و الأكاذيب, فتاره يطعن في شرف نساء شعبه و يدين الإختلاط بصفه "شرعيه"و هو ابعد ما يكون عن الدين و تاره بإختلاق القصص مره عن عجوز "شيبه" يدعي انه تم دهسه من قبل شباب الثوره ليظهر العجوز لاحقا بقدرة قادر بخير و معافى و ينفي كل ذلك. و مره اخرى بقصة الشاعر الذي قطع لسانه ايضا مدعيا مسئو لية المعارضه في ذلك.
ثم تاتي المبادره الخليجيه ايضا كمحاوله لحل ما تسميها "بالأزمه" اليمنيه و ليس "بالثوره" لما لدول الخليج من تحسس من هذه الكلمه. ظلت المبادره تتغير و تعدل لترضي النظام و ليس الشعب و ظل علي عبدالله صالح يشترط و يتردد و يرفض و يختلق الحجج و يماطل لكي لا يمضيها ليرى العالم ماكان الشعب اليمني يعاني منه طيلة سنوات حكمه من مراوغه و ملاوعه في حين ان الشعب اساسا يرفض هذه المبادره جمله و تفصيلا لما سبق و ذكرت.
الشعب اليمني معروف عنه بانه شعب مسلح و يمتلك كافة انواع الاسلحه ابتداءا من الجنبيه التقليديه التي يرتديها عامة اليمنيون (و التي لا تصنف كسلاح بل كزي رسمي لندرة استخدامها لذلك السبب) إلى السلاح الناري التي تقدر حسب المصادر الصحفيه الى خمسين مليون قطعه, كالمسدسات و رشاشات الكلاشنكوف وقاذفات الأربيجي, لكنه أثر ان تكون ثورته بيضاء سلميه. فبرغم كل القمع و العنف و القتل وجرائم الإختطاف و الضرب بالأعصي و الحجاره وتعرضه للرش بالمياه الملوثه و الإختناق بالغازات (التي يبدو أنها ليست مسيله للدموع لما راينا مما تسببه من تشنجات عصبيه) الى أنه و حتى هذه اللحظه التي أكتب فيها لم تطلق رصاصه و احده من جانبه برغم ان النظام حاول استفزاز الشعب مرارا ليجره الى ساحات الحرب الذي كان هو نفسه يحذر منها . اللا أن الشعب اليمني الحكيم و الصبور قرر الصمود و الصمود طويلا. فها هي الثوره تدخل شهرها الرابع و لا زال الشعب اليمني يحمل غصن الزيتون. و يركز خطواته في التصعيد السلمي و الإضرابات العامه و العصيان المدني بدلا من إشهار السلاح. فصدق رسول الله (صلى الله عليه و سلم) حين و صف أهل اليمن فقال" الإيمان يمان و الحكمه يمانيه". فقد اثبتت هذه الثوره حكمة اليمنيين ولدت فيهم الكثير من الطاقات الفكريه و الإبداعات االفنيه وكما نمت فيهم الحس السياسي و اهمية التخطيط والتنسيق والمشاركه الإجتماعيه للمرأه و ضعت قضية الجنوب في اولويات أجندة أعمال ما بعد الثوره فكان من أهم ما تمخض عن هذه الثوره انها وحدت الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه بدماء شهدائه الغاليه فرحمة الله عليهم جميعا.
سيدون التاريخ ثورة اليمن السلميه التي ابهرت العالم و أعجب الجميع بصمود شبابها الواعد الذي سيبني يمن جديد.
ما تشهده اليمن في الأيام الأخيره هي نقطة تحول في المسيره السلميه فلينصرك الله ايتها الثوره و لينصر اليمن ليعود كما كان و عرف باليمن السعيد.
سيدون التاريخ ثورة اليمن السلميه التي ابهرت العالم و أعجب الجميع بصمود شبابها الواعد الذي سيبني يمن جديد.
ما تشهده اليمن في الأيام الأخيره هي نقطة تحول في المسيره السلميه فلينصرك الله ايتها الثوره و لينصر اليمن ليعود كما كان و عرف باليمن السعيد.
واترككم مع هذه الابيات لشاعراليمن الكبير الملقب بأبوالأحرار الشهيد/محمد محمود الزبيري
سجل مكانك في التاريخ يا قلم
هنا القلوب الأبيات التي اتحدت ... هنا الأحباء هنا القربى هنا الرحمهنا العروبة في ابطالها وثبت ... هنا الاءباء هنا العلياء هنا الشيم
هنا الكواكب كانت في مقابرها ... واليوم تشرق للدنيا وتبتسم
هنا البراكين هبت من مضا جعها ... تطغى وتكتسح الطاغي وتلتهم
لسنا من ايقوظوها من مراقدها ... الظلم ايقظها والسخط والأ لم
شعب تفلت من اغلال قاهره ... حرا فا جفل عنه الظلم والظلم
نبا عن السجن ثم ارتد يهدمه ... كيلا يكبل فيه بعده قدم
ان القيود التي كانت على قدمي ... صارت سها مها من السجان تنتظم
ان الأنين الذي كنا نردده ... سرا صيحه تصغى لها الأمم
والحق يبدا في اهات مكتئب ... وينتهي بزئير ملؤه النقم
شعب تفلت من اغلال قاهره ... حرا فا جفل عنه الظلم والظلم
نبا عن السجن ثم ارتد يهدمه ... كيلا يكبل فيه بعده قدم
ان القيود التي كانت على قدمي ... صارت سها مها من السجان تنتظم
ان الأنين الذي كنا نردده ... سرا صيحه تصغى لها الأمم
والحق يبدا في اهات مكتئب ... وينتهي بزئير ملؤه النقم
Great blog. May god bless Yemen and its people and rid them of the tyrant.
ReplyDeleteمشكلة صالح انة كاذب ماهر و كان يحتمى بالقبائل و الشيوخ و على طريقة امن الدولة فى مصر فرق تسد بين القبائل و ترك الشعب فى الجهل و المرض و القات اكبر لعنة للشعب اليمنى حتى لا يفكر الشعب فى اى شى سوء القات من اول اليوم, صالح من نفس مدرسة مبارك بالنص لا ارى فرق كبير, و ماكانت اتوقع ان تكون الثورة حتى الان سلمية بسبب ان الشعب مسلح باسلح ثقيل من مدافع و دبابات ولا افغنستان
ReplyDeleteاللهم يفك الكرب عن اهل اليمن
تحياتى لنون