Tuesday, July 19, 2011

سيادة الرئيس ...إرحل

فوجئ الجميع صباح البارحه بمقال يتصدر صحيفة الثوره الرسميه بقلم فخامة السيد الرئيس علي عبدالله صالح، حاكم اليمن منذ ٣٣ عاماً، يتحدث فيه عن الديمقراطيه بعنوان : الحوار هو المخرج الوحيد
ومما اذهل  الجميع بغظ النظر عن مقدرة الرئيس اساساً في الكتابه هو مضمون المقال نفسه. فيزعم الرئيس في أول جمله ان الإستمرار في السلطه ليس غايه في حد ذاتها و لا توجد أية مطامع فيها. حاشا لله... اذاً فما هو سبب هذا الاستمرار في إراقة الدماء، و جر اليمن الى التهلكه إن لم يكن ذلك بعينه؟ فعلاً صدق القائل اول القصيده كفر و العياذ بالله.
و مما شد انتباه بل سخط الجميع أكثر هي هذه العباره: « لم تحملنا إلى كرسي المسئووليه الدبابات و فوهات المدافع، بل ارادة الشعب التي كانت دائماً حاضره في كل توجهاتنا». يا سيادة الرئيس كفا كذباً بالله عليك، فقد خرج الشعب عن بكرة ابيه و منذ ٦ اشهر يطالبك بالرحيل مراراً و تكرارً. تارة بالهتافات و الاغاني و تارة بالمسيرات و تارة بالاضرابات و الاعتصامات و عبر شاشات التلفاز حتى بالكتابات عبر الصحف و المدونات وصفحات الفيس بوك وتغريدات التويتر، ام انك لا ترى و لا تسمع و لا تفهم. لقد استشهد المئات و ضحوا بدمائهم الطاهره من أجل ان يبلغوك تلك الرساله المتلخصه في كلمه لا يصعب فهمها...ارحل
لقدد رددت هذه العباره في مقالك " المؤامرات و الانقلابات" حيث انكرت ان يكون وصولك و توليك للسلطه من خلالها بل و زعمت ان الانقلابيون هم من يقومون بذلك. انها كلمات حاضره في ذهنك لذلك كررتها لانك ادري بها أكثر من غيرك و لن يكفي مقال واحد ان يطمس التاريخ الشاهد بذلك.
ان "قطع الطرقات و الكهرباء و منع امدادات الغاز و كل المشتقات النفطيه و التلاعب بحاجات المواطنين الخدميه الحيويه" هي فعلاً "اعمال اجراميه و إرهابيه مشينه" كما تفضلت و ذكرت و لكن من يقوم بها هم ابناء اسرتك و رجال نظامك و جنودك كما يعلم الجميع. و أنت من خيّر الشعب بل هددته بين قبول بقائك أو الفوضى،  فصدق وعيدك عندما لم يقبل الشعب بل صمم على الرحيل.
لم يكن هناك اي داعي ان تذكر انجازاتك خلال ال٣٣ عاماً، بل عار عليك ان تتطرق لهذا الموضوع برمته، عن اي انجازات تتحدث؟ فاليمن افقر بلد في الوطن العربي ان لم يكن في العالم كله، نحو ٤٠٪ من اليمنين يعيشون تحت خط الفقر، و احصائيات اليمن متدنيه في جميع مجالات التعليم و الاقتصاد والصحه و التنميه و العداله الاجتماعيه و يمكن ان تطلع عليها في تقارير الامم المتحده، بما انك في حالة لا وعي او نكران للحقائق المؤلمه التي يعيشها اليمن.
اما موضوع الوحده  فهذا موضوع يطال الحديث عنه. نعم لقد تمت الوحده في عهدك و لكن لقد سعى اليها الكثير من الوطنيين المؤمنيين بالوحده في شطري اليمن  منذ عهد القائد فعلاً الرئيس ابراهيم الحمدي رحمه الله و عملوا جاهداً من اجل صيغة ميثاق عادل لهذه الوحده يرضي جميع الاطراف (و انا أعلم هذا جيداً و اشهد عليه دون الدخول في تفاصيل) و لكن ما حدث هو ان هذه الوحده لم تحترم و قمت تدريجياً بتقليص دور الاخوه في الجنوب و تهميشهم بل  و قمعهم حى باتوا ينادوا بالانفصال و الفدراليه في ظل الأذى والجرم و الظلم الذي تعرضوا له و الذي لا يرضى احد غيرك.
أي ديمقراطيه هذه التي تتحدث عنها و التي تزعم بأن " شعبنا من حكم نفسه بنفسه ليصبح هو وحده مصدر السلطه يمنحها لمن يثق  به بدءاً برئيس الجمهوريه...الخ" ؟ اضحكتني و ابكتني هذه الجمله في آن واحد. . أفعلاً تتوقع ان هناك من  سيصدق هذا الهراء! آية ديمقراطيه هذه التي حولت حكم  اليمن من حكم شعب الى حكم اسرة ، اسرة صالح و عبر ٣٣ سنه. لقد غيرت القوانيين و زورت الانتخابات و طوقت نفسك انت و اسرتك برجال اشتريت  و لائهم ، لشخصك لا للوطن، و تغاظيهم عن الكثير من تجاوزاتك، و استبحت اموال الشعب و المعونات الخارجيه لحساباتك الشخصيه. فبينما انت و اسرتك و حاشيتك تنعمون يعاني الشعب اليمني من الفقر و المرض و الجهل. 
لا مجال للحوار يا سيادة الرئيس ، و بما انك تحب ان تفخم نفسك و تستخدم صيغة الجمع كما يبدو فاقول لك : من انتم ... من انتم؟  بل لقد فاتكم انتم القطار و لم تعد الاحزاب تمثل غير الاشخاص الذين وافقوا ان يتحاوروا معك و يقبلوا بالمعاهده الخليجيه التي رفضتها الجماهير، فالشعب من شماله الى جنوبه اجمع و نطق بأنه يريد إسقاط النظام و ان يبني يمن جديد. فاض به الكيل و هرم و لن يقبل بالحوار و يقولها لك بالثلاثه...ارحل، ارحل، ارحل.





1 comment:

  1. مقال رائع اخت نون
    صالح وابناءة يحاولون ان يستمروا بالحكم بالدبابات وفوهات المدافع, صالح وبالرغم من العجز الذي ظهر به في اول خطاب بعد الحادث اصر على استجرار خطاباته القديمة فهدد بمواجهة التحدي بالتحدي واصر على ان الشعب انقلابي , صالح اصبح خارج حسابات الزمن ولم يدرك ذلك لا هو ولا حتى ابنائه,

    ReplyDelete