رجلٌ ليس كسائر الرجال

كتبت مجلدات و اغاني و اشعار عن حنان الأم و لكني اليوم اكتب هذه الابيات عن أبي الذي اشتاق لحنانه،  فاليوم  ذكرى وفاته.

كل يوم أذكر ابي و اترحم عليه فلولاه ما كنت أنا
كل فتاة بأبيها متيمه وانا ايضاً متيمةً بأبي

لكن ابي كان رجلاً ليس كسائر الرجال، 

تتعذر في وصفه المفردات و تجتمع فيه المتناقضات،

كان و الده قاضي علامه عشق العلم، سجن و تغرب وواجه الويلات  

بدأ حياته معلماً للابناء بينما اصبح هو ابو البنات 

كان ابي حازماً صارماً، حنوناً عطوفاً

كان ابي قوياً صلباً، حساساً رقيقاً

كان ابي كاتباً مثقفاً و قارئاً مطلعاً

كان ابي ثورياً مناضلاً و رومانسياً مرهفاً

كان ابي سياسياً جسوراً و شاعراً بليغاً
كان ابي سفيراً و وزيراً متواضعاً بسيطاً
كان ابى حريصاً سخياً، مضيافاً كريماً 

كان ابي مسلماً، لا سنياً ولا شيعياً
كان ابي شرقياً محافظاً، مناصراً للمرأة متحرراً 

كان ابي ذماري ، شمالي ، جنوبي و حدوي ، و قوميٌ عربي  

كان ابي نعم المربي و المعلم، و نعم الجليس و الرفيق و الصديق
كان ابي كل معنى جميل للرجل و الأب و الانسان

علمني ابي  كيف احب ديني و وطني و لغتي و ان افتخر بعروبتي 

علمني ابي حب الابيات و مطالعة الكتب والصحف والمقالات
علمني ابي حب السفر وشجعنى لأهوى الرسم و تعلم اللغات
علمني ابي التفاني و الإخلاص و ان اهب لتقديم المساعدات

علمني ابي الشجاعه و الجلد و الاستعداد لكل التحديات
علمني ابي التعبير عن رأيي و اللا اخاف قط من المواجهات

تعلمت منه الكثير و اهم  درس علمني  هو كيف احب و اكون انسان

الف رحمةً عليك يا ابى، فمهما حاولت جاهدةً  لن تنصفك قط الكلمات 

* رجاء لكل من يقرأ ابياتي ان يقرأ الفاتحه  على روح أبي